السلام عليكم ورحمه الله...
تبادر إلى ذهني سؤال وأنا أقرأ دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في استفتاح الصلاة «اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد».
والسؤال هو: لماذا حدد النبي صلى الله عليه وسلم في دعائه بأن يطهر الخطايا بالماء والثلج والبرد علماً بأن الماء الحار أقوى في التطهير وأفضل في إزالة الأوساخ؟
ثم السؤال الثاني: ما علاقة تطهير الذنوب بالثلج والبرد والذي نعرفه أن التوبة هي التي تطهر الذنب؟
والسؤال الثالث: كيف يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم العرب بذكر الثلج والعرب لم يشاهدوا الثلج كما قال ابن عباس رضي الله عنه «إننا نعرف الثلج ولم نشاهده»؟
وبعد التأمل والبحث تبين أن الحق ما قاله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وأنه استخدم هذه الألفاظ (الماء والثلج والبرد) لأنها أدعى في تطهير الذنوب وإزالة أوساخ المعاصي، لأن المعصية ليست باردة بل تكون سبباً في إلقاء صاحبها بحر جهنم، فكان من المنطقي أن تطهر بالوسائل الباردة من (برد وثلج وماء)، وأما علاقة تطهير الذنوب بذلك فإن هذا الدعاء هو نوع من أنواع التوبة والرجوع إلى الله تعالى خصوصاً إذا ما علمنا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكرره في ثلاثة مواقع: عند استفتاح الصلاة، وعند الدعاء على الميت، وفي الأحوال العامة.
وقد روى هذا الحديث صحابيان هما من أقرب الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهما السيدة عائشة وأبو هريرة رضي الله عنهما.
وأما الخطاب للعرب بذكر الثلج ففيه دليل على أن خطاب النبي صلى الله عليه وسلم عالمي وليس للعرب وحدهم، ولهذا فإن العرب يعرفون الماء والبرد ويشاهدونه، أما الثلج فلم يشاهدوه، لكن باقي الشعوب تعرف الثلج، وهذا يدل على رسالة الإسلام الخالدة، وخطاب النبي للعالم، وأن هذا الدعاء صالح لكل زمان ومكان.
مثل هذه المفاهيم كيف نطرحها لأبنائنا ونقدمها لهم؟!
وكيف نبين لأبنائنا علاقة تطهير الثلج بالذنوب والمشاهد أمام الطفل أن التطهير يكون بالماء الحار؟
آمل أن أكون قد قدمت لفتة تربوية وجرعة إيمانية لتربية أبنائنا تربية صالحة.
تحياااتي